كوبا، نشرة رقم 2 من 10: قمت بتلخيص بعض المعلومات التاريخية المهمة عن كوبا، حسب رايي مهم جداً عندما تسافرون الى هذه الدولة الجميلة ان تعرفوا بعض المعلومات الاساسية كي تفهموا اكثر روح هذه البلد وان تستطيعوا التواصل معها بشكل افضل.
دولة كوبا (المصدر: ويكيبيديا):
أصل التسمية:
يعود اسم “كوبا” للغة تاينو، وعلى الرغم من أن المعنى الدقيق للكلمة غير واضح، إلا أنه يمكن ترجمتها على أنها إما “حيث الأراضي الخصبة وفيرة” (كوباو)، أو “المكان العظيم” (كوابانا).
كما يعتقد بعض العلماء، أن كريستوفر كولمبوس أطلق عليها اسم “كوبا” نسبة إلى البلدة كوبا القديمة في منطقة بيجا في البرتغال – للمزيد انقر/ي هنا.
.
حقبة ما قبل كولمبوس:
قبل وصول الإسبان، قَطَنَ الجزيرة شعوب أمريكا الأصليين المعروفين باسم تاينو وسيبوني الذين هاجر أجدادهم من البر الرئيسى من شمال ووسط وجنوب الأمريكيتين إلى كوبا قديمًا. أطلق شعب التاينو اسم كوابانا على الجزيرة. احترف شعب تاينو الزراعة، بينما امتهن شعب سيبوني الصيد إلى جانب الزراعة. يعتقد البعض بوجود تجارة بارزة للنحاس حينها، حيث تم العثور على بعض القطع الأثرية من البر الرئيسي.
وصل كريستوفر كولمبوس إلى كوبا في الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1492 بالقرب مما يعرف الآن باسم باراكوا، وطالب بضم الجزيرة للمملكة الإسبانية، وسماها جزيرة خوانا تيمناً بـ “خوان أمير أستورياس”. وفي 1511، أسس دييغو فيلاسكيز دي كوييار أول مستوطنة إسبانية في باراكوا؛ تبعتها بعد ذلك بلدات أخرى بما في ذلك العاصمة المستقبلية سان كريستوبال دي لا هابانا، والتي تأسست في 1515. استعبد الإسبان ما يقرب من 100,000 من السكان الأصليين الذين رفضوا اعتناق المسيحية، وسخروهم في المقام الأول للبحث عن الذهب. وخلال قرن من الزمان، انقرض السكان الأصليون بسبب عوامل متعددة، كان من بينها الأمراض المعدية الأوروآسيوية والتي ساعد على انتشارها إلى حد كبير.
ظلت كوبا في حيازة الإسبان ما يقرب من 400 سنة (1511-1898)، حيث اعتمد الاقتصاد على المزارع والزراعة والتعدين وتصدير السكر والبن والتبغ إلى أوروبا ثم بعد ذلك إلى أمريكا الشمالية. كان العمال في الجزيرة أساساً من العبيد الأفارقة الذين جلبتهم بريطانيا، أثناء سيطرتها على غرب الجزيرة خلال حرب السنوات السبع.
.
بداية القرن العشرين:
وقعت الولايات المتحدة وإسبانيا معاهدة باريس (1898) والتي أنهت الحرب بينهما، و تنازلت إسبانيا بموجبها عن بورتو ريكو والفلبين وغوام لصالح الولايات المتحدة في مقابل مبلغ 20 مليون دولار. بموجب المعاهدة نفسها، تخلت إسبانيا عن سيادتها الكاملة على كوبا.
منح الرئيس الأمريكي روزفلت كوبا الاستقلال رسميًا عن الولايات المتحدة في 20 مايو/ أيار 1902 تحت اسم جمهورية كوبا. وفي ظل الدستور الجديد لكوبا، يحق للولايات المتحدة التدخل في الشؤون الكوبية، والإشراف على شؤونها المالية وعلاقاتها الخارجية.
انتخب “توماس استرادا بالما” كأول رئيس لكوبا في عام 1906، إلا أنه واجه تمرداً مسلحاً من قبل قدامى المحاربين في حرب الاستقلال الذين انتصروا على القوات الحكومية الهزيلة. تدخلت الولايات المتحدة واحتلت كوبا، وعيّنت تشارلز إدوارد ماغون حاكما لمدة ثلاث سنوات.
لسنوات عديدة بعد ذلك، عزا المؤرخون الكوبيون الفساد السياسي والاجتماعي في البلاد لحكم ماغون.
في عام 1912، حاول حزب استقلال السود إقامة جمهورية مستقلة سوداء في مقاطعة أورينتي، ولكن المحاولة تم قمعها من قبل الجنرال مونتياغودو، وأوقع عدد كبير من الضحايا.
.
خلال الحرب العالمية الأولى، شحنت كوبا كميات كبيرة من السكر إلى بريطانيا، حيث تجنبت هجوم الغواصات الألمانية بالتحايل بزعم أن الشحنات مرسلة للسويد. أعلنت الحكومة الكوبية الحرب على ألمانيا بعد إعلان الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا بفترة وجيزة.
استمر الحكم الدستوري حتى عام 1930، عندما علق “جيراردو ماتشادو موراليس” الدستور. خلال فترة ماتشادو، جرى تنفيذ برنامج وطني اقتصادي مع تنفيذ العديد من المشاريع الرئيسية للتنمية الوطنية، بما في ذلك “كاريتيرا سنترال” وهو طريق رئيسي يربط أرجاء الجزيرة و”إل كابيتولو” (مقر الحكومة الكوبية). تضعضع حكم ماتشادو في أعقاب انخفاض الطلب على تصدير المنتجات الزراعية بسبب الفساد الكبير، الذي تزامن مع هجمات قدامى المحاربين أولاً، وفيما بعد من قبل المنظمات الإرهابية السرية.
خلال إضراب عام وقف فيه الحزب الشيوعي إلى جانب ماتشادو، قام الضباط الكبار في الجيش الكوبي بنفي ماتشادو وتنصيب كارلوس مانويل دي سيسبيديس كيسادا، ابن مؤسس كوبا (كارلوس مانويل دي سيسبيديس)، رئيساً.
انتخب باتيستا أخيراً رئيساً ديمقراطياً في انتخابات عام 1940، ونفذت إدارته إصلاحات اجتماعية كبرى. كما وصل العديد من أعضاء الحزب الشيوعي لمناصب عالية في ظل إدارته. كما وضع أنظمة اقتصادية عديدة وسياسات مؤيدة للاتحاد. انضمت إدارة باتيستا رسميًا إلى صفوف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، معلنة الحرب على اليابان ألمانيا وإيطاليا.
.
كانت انتخابات 1952 سباقاً ثلاثياً. تصدر روبرتو أغرامونتي من حزب الأرتودوكس جميع الاستطلاعات، تلاه الدكتور أوريليو هيفيا من حزب أوتينتيكو، وحل باتيستا الساعي للعودة للسلطة ثالثًا، وبنسبة بعيدة عن المنافسين الآخرين. رشح كل من أغرامونتي وهيفيا الكولونيل رامون باركوين لرئاسة القوات المسلحة الكوبية بعد الانتخابات. كان باركوين (حينها دبلوماسي في واشنطن) ضابطًا كبيرًا يحظى باحترام الجيش، ووعد بالقضاء على الفساد في صفوفه. خشي باتيستا من أن يقوم باركوين بالإطاحة به وبأتباعه، لذلك عندما أصبح واضحًا أن باتيستا لا يمتلك فرصة كبيرة للفوز، قام بانقلاب في 10 مارس/ آذار 1952 مدعوماً من القوميين في الجيش، باعتباره رئيساً مؤقتاً للسنتين المقبلتين.
في عام 1954، وافق باتيستا على الانتخابات. رشح بارتيدو أوتينتيكو الرئيس السابق غراو كرئيس، لكنه انسحب وسط مزاعم بنية باتيستا تزوير الانتخابات.
في نيسان / أبريل 1956، أمر باتيستا بتولّى باركوين منصب القائد العام للجيش. لكن باركوين قرر المضي قدما في انقلابه للحصول على كامل السلطة. في 4 أبريل/ نيسان 1956، أُحبط ريوس موريخون انقلاب باركوين الذي قام به مئات الضباط العاملين. حطم الانقلاب العمود الفقري للقوات المسلحة الكوبية. حُكم على الضباط بالحد الأقصى المسموح به بموجب القانون الكوبي العسكري.
في عام 1958، كانت كوبا بلدًا متقدمًا نسبيًا، وفقًا لمعايير أمريكا اللاتينية، وفي بعض الحالات وفقا للمعايير العالمية. تمتع العمال الكوبيون بأعلى الأجور في العالم. كما جذب الوضع الاقتصادي المزيد من المهاجرين ومعظمهم من أوروبا، وكانوا كنسبة مئوية أكبر منهم إلى الولايات المتحدة. كما أشارت الأمم المتحدة إلى كوبا لطبقتها الوسطى الكبيرة.
.
الثورة
في يوم 2 ديسمبر/ كانون الأول 1956، وصل فيدل كاسترو مع مجموعة من 82 شخصاً إلى كوبا في قارب صغير يعرف باسم غرانما إلى شواطئ كوبا بهدف إقامة حركة مقاومة مسلحة في سلسلة جبال سييرا مايسترا. تزامن ذلك مع الحظر المفروض من الولايات المتحدة على الأسلحة في 14 مارس/ آذار 1958، مما أضعف من نظام باتيستا. بحلول أواخر عام 1958، انتشر المتمردون خارج سلسلة جبال سييرا مايسترا، ودعوا إلى تمرد شعبي عام. بعد أن استولى المقاتلون على سانتا كلارا، فر باتيستا بشكل درامي من هافانا في 1 يناير/ كانون الثاني 1959 إلى المنفى في البرتغال. تفاوض باركوين مع قادة الثورة كاميلو سيينفويغوس وتشي غيفارا وراؤول كاسترو وشقيقه فيدل كاسترو، بعد أن قررت المحكمة العليا أن الثورة هي مصدر القانون وممثلوها ينبغي أن يتولوا القيادة.
ودخلت قوات كاسترو العاصمة يوم 8 كانون الثاني/ يناير 1959. بعد ذلك بوقت قصير، أصبح المحامي الليبرالي الدكتور “مانويل أوروتيا ليو” رئيساً، بدعم من حركة 26 يوليو، لأنهم ظنوا أن تعيينه سينال ترحيب الولايات المتحدة. أدت الخلافات داخل الحكومة إلى استقالة أوروتيا في يوليو / تموز 1959. وحل محله “أوزفالدو دورتيكوس” الذي شغل منصب الرئيس حتى عام 1976. أصبح كاسترو رئيسا للوزراء في شباط / فبراير 1959، خلفًا لخوسيه ميرو في هذا المنصب.
.
بحلول عام 1961، غادر مئات الآلاف من الكوبيين بلادهم إلى الولايات المتحدة. كما فشلت عملية غزو خليج الخنازير عام 1961 التي حاولت إسقاط الحكومة الكوبية من خلال القوة التي دربتها الولايات المتحدة من المنفيين الكوبيين مع دعم عسكري أمريكي. بدأت العملية في نيسان / أبريل عام 1961، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من تنصيب جون كينيدي رئيسًا للولايات المتحدة. هزمت القوات الكوبية المسلحة المدربة من قبل دول الكتلة الشرقية، قوات المنفيين في ثلاثة أيام. كما ازداد تدهور العلاقات الأمريكية الكوبية السيئة أصلاً في العام التالي مع أزمة الصواريخ الكوبية، عندما طالبت إدارة كينيدي بالسحب الفوري للصواريخ السوفياتية في كوبا، والتي جاءت ردًا على الصواريخ النووية الاميركية في تركيا والشرق الأوسط. اتفق السوفييت والأميركيون على إزالة الصواريخ السوفييتية من كوبا والصواريخ الأمريكية سرًا من تركيا والشرق الأوسط في غضون بضعة أشهر. كما وافق كنيدي أيضًا على عدم غزو كوبا مستقبلاً. أما المنفيون الكوبيون المعتقلون أثناء عملية غزو خليج الخنازير، فقد جرت مبادلتهم بشحنة من الإمدادات من أمريكا.
بحلول عام 1963، كانت كوبا تتجه نحو نظام شيوعي كامل على غرار الاتحاد السوفياتي. مما دفع الولايات المتحدة لفرض حظر دبلوماسي وتجاري شامل على كوبا، وبدأت عملية النمس إحدى برامج الاستخبارات الأمريكية السرية.
.
في عام 1965، دمج كاسترو منظمته الثورية بالحزب الشيوعي الذي أصبح سكرتيره الأول، راؤول كاسترو الذي كان وزير الدفاع وأكثر الأشخاص قربًا من أخيه فيدل، وأصبح ثاني أقوى شخصية في كوبا. تعزز موقف راؤول بعد رحيل تشي غيفارا ليقود حملات تمرد فاشلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن ثم بوليفيا حيث قتل في عام 1967.
خلال السبعينيات، أرسل فيدل كاسترو عشرات الآلاف من الجنود لدعم الحروب المدعومة سوفييتياً في أفريقيا، ولا سيما حركة تحرير أنغولا في أنغولا ومنغستو هيلا ميريام في إثيوبيا. كان مستوى المعيشة في السبعينيات بسيطاً للغاية، وسادت حالة من الاستياء. اعترف فيدل كاسترو بفشل السياسات الاقتصادية في كلمة ألقاها عام 1970. بحلول منتصف السبعينات، بدأ كاسترو الإصلاحات الاقتصادية.
علقت عضوية كوبا من منظمة الدول الأمريكية في عام 1962، لدعم الحظر المفروض من طرف الولايات المتحدة، ولكن المنظمة رفعت جميع العقوبات المفروضة على كوبا في عام 1975 بموافقة 16 بلداً بما في ذلك الولايات المتحدة.