Blog posts

سريلانكا ::1::

سريلانكا ::1::

مدونة وحدة عالطريق

للتو عدنا من بلاد السرنديب، وكما العودة من الرحل عادة تحمل الذات في طياتها كم هائل من الطاقات الايجابية وشعور بالتجدد ورغبة بالتخطيط والعمل، دزينة من الأمل.. من خبرتي القليلة أعرف أنها تعود وتتلاشى كلها هذه وترجع الحياة الرتيبة الى ايقاعها المستبد، وترجع الهموم الينا، أصعب ما فيها هم الوجود هم البحث المستمر عن المعنى في الفعل والقول.

ابتعادا عن وصف الحاضر سأتحدث عن رحلتي أنا وهو الى سريلانكا (اسمها اليوم)، سيلان كما سميت قبل الاستقلال او السرنديب كما سماها العرب يوما:
الطريق الى المطار أنا وهو وشنطاتنا التي قلصت محتوياتها الى اقصى حد (شنطتي على الأقل)، نخرج ظهرا من مدينتنا نحو ال مطار مجهزين أنفسنا كالعادة الى تفتيش من النوع الثقيل الذي يستغرق بضعة ساعات، لا تختلف خلالها مشاعر القرف تجاه هذه الدولة المحتلة المتربعة على أمزجتنا (رغما عن مقاومتنا المستمرة) وجودها الثقيل في حياتنا وثقل عقدنا التي خلف “تأسيسها” كما يحلو الوصف لمؤسسيها وساكنيها من الغرباء الذين احتلوا الارض والروح وما زالوا يشرعنوا وجودهم بالعنف واللا اخلاق وغسل دماغ اجيالهم بادعاءات استهلكت على يد الحركة الصهيونية مذ نشأتها مثل “اليهود مهددون ومضطهدون في كل مكان لكونهم يهود” “العرب ارهابيون” “سيرموننا في البحر” .. ادعاءات في طريقها الى الزوال وكشف الحقيقة عن وجوه الخائفين مما جنته ايديهم من قتل ترهيب تشريد للشعب العربي الفلسطيني تحديدا خاصة في زمن سهولة انتشار المعلومة.

على أية حال، لن أطيل هنا الان حول لب حياتنا في دولة اليهود ولا أريد أن اتشتت أكثر فهذه ليست الفكرة أبدا. نستمر في مشوارنا نمر التفتيش الذي فاجأنا بقصره هذه المرة، خلال ساعة نكون في الطائرة، نصف ساعة تمر، نحن في مطار عمان، مباشرة نعلو الطائرة المتجهة الى كولومبو، 6 ساعات ونصف في الطائرة لم أنام أكثر من نصف ساعة، بقية الوقت استغرقته مستمتعة بالاغاني القليلة لكن ذات الجودة التي وفرتها خدمات الطائرة، استمع الى ام كلثوم وأندهش من غنى الكلام والموسيقى وأطرب، حتى نصل كولومبو.

في المطار، ما زلنا نلتقط البيئة الجديدة، نشبه المطار بمطار القاهرة ونحن اليها من جديد ونتسائل ليس على مسمع بعض لماذا لم نسافر اليها، ونكمل طريقنا تحملنا لهفة الاكتشاف، نخرج من المطار الساعة السادسة صباحا، الطقس حار، نذوت حالة الطقس ونستمر، خلال البحث عن سيارة أجره لتقلنا الى نيجومبو، أراه يقف بصلعته مبتسما يتكأ على لوح تزلج الامواج ويسالني باللغة التي هربت منها (للأسف صرنا نربط كل شيء بالصهيونية – لا اراديا) “الى ميريسا؟” أكفر كيف عرف اني افهم العبرية أضحك لأني حاولت التحدث في الانجليزية عبثا،واجيبه الى نيجومبو.. نتبادل جملة ما وانتهى، وجدنا التاكسي نحن في الطريق الى نيجومبو.
الطريق الى نيجومبو/ صدمة النقلة من بلاد غربية الطابع في بنيانها في الوانها ولباس ناسها الى بلد اخر محافظ على نفسه طبعا لا يخلو الامر من بعض الاعلانات التجارية الاجنبية الطاغية لشركات الشراب والطعام السريع لادوات تنظيف لشركات تأمين لشركات سيارات لاشياء سندرك خلال رحلتنا عن جديد كم هي زائدة في حياتنا. لا يمكن تجاهل الخضار هذا اللون المنتشر على الدوام هنا، أخضر بنضره أخضر بقوة لم أرها مذ زمن.

1 Comment

  1. Asanka Miah
    17 ديسمبر، 2016 at 07:27
    Reply

    انه لشيء رائع أن تقوم بزيارة سري لانكا وتبادل الخبرات الخاصة بك معنا. سري لانكا هو في الأساس فرحة لأولئك الذين يريدون لتنغمس في الطبيعة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *